======================================
( دار الحب )
كل شيء بدأ صدفة , قرأت اسماء اعلان صغير في احدى الصحف , مطلوب فتاة شابة للعمل في دار المسنين وسط العاصمة , كانت بحاجة ماسة للمال , فأرسلت طلب ترشيحها الى العنوان , في نفس اليوم تلقت اتصالاً هاتفياً , اخبروها بان الدار في انتظارها , فأسرعت اسماء واستقلت اول سيارة تاكسي لتذهب الى موعدها , وها هي الان في الدار
_ هل انتِ مهتمة فعلاً بالوظيفة ؟
نعم والا لما جئت الى هنا
_ اتعتقدين انكِ تملكين المزايا الضرورية لهذا العمل ؟
انا لا اعرف شيئاً ولا اعرف ما هو طقس العمل لكنني متاكدة بأنني سأقدم عمل يرضي الله ويرضيني .
حسناً اذاً
_ كم عمرك , ماهي ثقافتكِ , موهلاتكِ العلمية , هل كنتِ تزاولين وظيفة ما في السابق ؟
30 عام , كنت اعمل سكرتيرة لدى طبيب وتركت العمل لظروف اقتضت مني ذلك , خريجة معهد معلمات لكنني لم احصل على التعيين .
فاجأها بسؤال سريع لماذا انتِ بحاجة الى العمل ؟
لانني امراة مطلقة وجميعنا يعرف نظرة المجتمع للمطلقة , انا اريد حماية سمعتي وان ادخل واخرج لسبب ولعمل واقطع لسان الذين يستنتجون احكاماً على ذوقهم .
كانت الشمس لا زالت تلسع الارصفة بسياط حرارتها اللاذعة التي جعلت اسماء تصب عرقاً , هربت بذكرياتها بعيداً الى ان وصلت الى ذلك اليوم الذي تمنت فيه الموت وسيلة للخلاص من مشاكلها مع عمتها (والدة زوجها )
وضعت اسماء حقيبتها وشعورها بعدم الامان حولها بات يعذبها !
تأملت المرأة الجالسة امامها التي يعتبر وضعها شاذاً بالنسبة للاخريات اللاتي تشاركهن الغرفة , عينيها لفتت انتباهها , تقاطيع وجهها يحمل الوقار والحنان , راحت اسماء تتأملها علّها تستطيع الغوص في اعماقها ومعرفتها اكثر فهي الان موظفة في الدار ومن الطبيعي ان تنشأ علاقة بينها وبين ساكنيها.
_ اقتربي صغيرتي , اعلم انكِ تودين معرفة اي نوع من النساء انا ؟ اليس كذلك !
عظيم ان كان ذلك ما تودين معرفته , سأوضح لكِ
فانا والحمد لله من اصحاب الامزجة المتوازنه , احب تحمل المسؤوليات , واسعة الافق ولطيفة المعشر , دقيقة في عملي واحب اولادي وايضاً الحيوانات مع هذا لم احضى بولد بار !! ما رأيكِ عزيزتي ؟
العاطفة استولت على كيانها ولم تتكلم , بقيت صامته لم يكن كلامها سوى صدمة اخرى على نقيض قصتها مع والدة زوجها ,
دعيني اضيف اليكِ , سبب وجودي هنا هو قلم احمر شفاه لا يتجاوز سعره كوب قهوة في كافيه , انا التي قضت عمرها مخلصة مضحية, لم افكر بالزواج بعد استشهاد والدهم في حرب ال80 وكان عمري وقتها 26 , لم امنع عنهم وجبة اكل ولا كسوة عيد ولا اعياد ميلاد , كنت دائما اوفر لهم الوقت اتمضمض بتنهيدة الصبر رغم حاجتي لكل شيء للمال والعاطفة والاحتواء .
كلام ام حسين اثر في شعورها عاطفة غريبة لم تستطيع فعل شيء سوى ضمها الى صدرها والحشرجة لا يكن اخفاؤها
_ اعلم ما هو شعوركِ يا صغيرتي , فكل امراة في قلبها علامات استفهام كثيرة للقدر الذي شاء ان يختصر حكايتنا بقرارات مبتورة , شكرت الله كثيرا لانني استطعت ان اتغلب على لحظات ضعفي , ذاكرتي لم تخونني ابداً فأنا كل يوم اخوض المشهد مع نفسي وعندما انظر حولي اجدني واحدة من بين المئات , رغم قذارة العمل الذي قاموا به لكنني لازلت اخشى على اولادي من دموية الاحداث .
ما زلتي تحبينهم ؟!
_ نعم ولانني احبهم قانعة بوجودي في هذا المكان , استطيع ان اكون ام سيئة لكن ماذا سأجني وكل يوم تشتعل في روحهم النيران بسبب المشاكل التي تُثيرها زوجاتهم ,لا اعلم ما يُخبئه لهم القدر لكنني كل يوم ادعي الله كطفلة اضاعت دميتها وعينيها ملتهبة من شرارة الدمع .
وماذا عنكِ ؟
الجراح التي حفرت في اعماقي كبيرة , لن تندمل ما دمتُ على قيد الحياة , لا شيء يُنسى ولن اسامحها قط , تمتمت وهي تجتهد لكي تتحدث بشكل طبيعي , تناهى صوتها كما لو ان احساسيها بدأت تنزف , كل شيء لم اعيرهُ اهتماماً الا المساس بسمعتي ..
حاولت التمسك بزوجي لكنني اكتشفت انه دمية بيد والدته تحركه في الاتجاه الذي تريده , لهجتها متعجرفة , ردة فعلها غاضبة , اسلوبها ساخر , الامر المثير جدا كل يوم تنمو شراستها نحوي !
كنت في امس الحاجة الى وجود زوجي جانبي فأنا يتيمة لدى اخت واحدة وهي مهاجرة مع اسرتها , لا اعلم اليس من المنطقي عندما يُعاديك شخص يكون سببه تصرف ما , حماقة ما
فها انا ليس معي سوى دموعي ابتلع كمية كافية منها , ليس لدي سوى الله الجأ اليه .
مرت الايام مسرعة واصبح على وجود اسماء في الدار سنتين !
كانت مقتنعة بعملها الذي تنجزه بكل حب , تحسن مزاجها ها هي تعيش حياة اخرى بعيدة عن الاحزان والمأسي , تنهض كل يوم من فراشها لتنثر الحب والحنان
تم تكريمها بعدما اقنعت مدير الدار ان يعمل مكتبة صغيرة لكي يتمتعوا بالقراءة وشغل اوقات فراغهم بدل من تذكر اولادهم او معاناتهم .
تملكها العجب عندما حطت قدمها في الدار ووجدت عمت
ها (ام احمد ) , راحت تسأل عما تفعله فكان الجواب انها امرأة مصابة بجلطة دماغية اثر على نطقها تم زجها في دار المسنين , جلست مع سائر النساء , كان ذهولها مبالغاً به عندما شاهدت النساء , اغرورت عينيها بالدموع , لم تنتبه الى من يقترب منها , رفعت بصرها بدهشة الى الشخص الواقف امامها المتردية البدلة الرسمية لموظفات الدار .
جلست اسماء بجانبها وبدات تهمس بصوت خاف : اتمنى ان تكون زوجته الثانية تفهم ذوقه في الموسيقى والادب والطعام , وما الذي يضحكه ومال الذي بيكيه , وما الذي يستفزه ويثيره ,انا متاكدة بانها طاغية الشخصية و قلبها محتدم العواطف والدليل انكِ نورتي الدار في يوم ميلاد ابنكِ المجيد !!
ادركت ام احمد ما تقصده اسماء تماماً .
لم يساورها الشك في مساعدة عمتها والاعتناء بها في عندما اقسمت بانها لم تسامح عمتها كان مجرد لحظة شفاء غليلها للتخفيف عن الالم الذي احسته مع ام حسبن في ذات اليوم .
يالله ما اجمل القابهن عندما ينادوهن بأسماء ابنائهن!!
ربما في الشطر الاخير ننضج وتتضح لنا الرؤية للاعتراف بأخطائنا وانانيتنا وحجودنا ,
لكن ماذا يفيدنا بعدما عشنا تفاصيل الوقت خارج حدود الحياة ..
لكل شخص ان يدرك ان الاساءة للغير هي صك موقع في لحظة يدورها لك القدر لتقرأ ما ما اقترفت سذاجتك وحماقتك .. فكن عظيم وطارح السماء بلحظات حب ودعاء لتقرأ ورقتك الاخيرة وانت مطمئن بوجود خالق يغفر الذنوب جميعاً .
تحية طيبة لكل اولئك الذين تفاخروا بانجاب الاولاد لهم ليحملوا اسمائهم ! لكن
ما فائدة ان يحمل اسمك وفي نهاية المطاف يزجك في دار المسنين !!
ازهار الانصاري
======================================
في ذلك اليوم الذي
منذ شروق شسمه
حِبري إبتَسَم
احسستُ ناراً أوقِدَت
في اصبعي تومأ لي
نار القلَم
و رأيت عينيه التي
ليلهُ قد انهكها حتى بدت
تقطِر دَم
--------------------------------
.. اليوم الذي حاكا به قلمي قلبي بغنجٍ معتاد ليشتت نبضه بإلهامٍ جديدْ ...
حيث كنت ذاهبة لاداء احد الامتحانات و اعترض ذاكرتني التي كانت بمللٍ تسعف منطقي ان يتحمل بضع المعلومات اللازم تذكرها من (مادة الكيمياء) التي لم تتعلق يوماً بها روحي و لم احاول أن احببها أو حتى أُبدي لها "ظاهرياً" ايّ اهتمامٍ( قبل هذا الحدث )
ذاك الشاب الذي ابدت عيناه جمال اللؤلؤ ممتزجاً بقطراتٍ تكاد تصرخ منها وجنتيه حرقةً
حيث وقف كل ما بيَّ الّا عيناي و اذناي.. اللتان استمرتا في التحديق باعماق تفاصيل صوت آخرين كانوا الى جانبه
لأعلمَ عند تحريكِ قدمي ايّاي
انه سُئِل عن والدته التي توفقيت عند تشبّثِ نار سلكٍ كهربائيٍ بـِ ثوبها.... وبعد رؤيتي صورة لها (بعد حين) لا تكاد تكف هي الاخرى عن النحيب و كأني به يقول:
كرهت البير من گمت اكتشف وجناتي عطشانات و ترويهن الدمعه
عشگت النار من شفت الجمر يتمنى روحه بخور
و يم گبر امي يشعلني الحلم شمعه
كرهت الليل من تذكرت من ماتت ام البيت نمت و گاعدين اولادهه وما هادت الوجعه
عشگت الاخ من شفت انكتبلي الضيج عگب صوت امي صوت الضحك مااجرعه
اكره كلشي باستعجال چي من ماتت يصيحون كلهم (ماتت بسرعه)
من اذكر و اگول شصار ؟ يـ هنيال الفگدله انسان لٰكن لحّك يودعه
واحسد كل بشر بالطيف امه تمرله ريحتهه و وجهه بعين ابنهه بطيفهه تطبعه
و انده كل حلم ما بيه اسمهه يفوت والگه الدمع تايه ينتظر فزعه
و اگوم و تشتعل برويحتي النيران ويسويني الحزن چن خاتم بصبعه
و اگلهه البيت يمه مناطر تعودين المامثلچ مره بالدنيا متلوعه
يمه احتار شاحچي الماكو مثلچ ماي طولچ يستحي من خيالچ يتبعه
يـ ام حظن اليدفي وحظني الچ بردان
فزه بصدري مامش واحد يفرعه
يمه بروحي الچ لهفة شهاده لشاب مكتوب وقدر ما نگدر نمنعه
يمه النجف تندل تحصد بيا گاع خذت محصول عمرج مني شيزرعه
ما صدُّگَت چي من كَشفت المحصول شافت عنبر و ريحان گالت ع الچفن و المگبره نوزعه
بس والله ادري تشتاگين
امي وحافظ رويحتهه صح سبعه...
بس بيهه الحنين يطگ لابن عشرين تشهگ ريع حظنه تسأله و تسمعه
و مثلچ روحي يوجعهه الموادع حيل
ولَدهه لـ هالسبب ما قبلت تودعه
كرم عدهه اذا جوعان صادفهه تجوع البيت و تشبعه
شگد روحچ نظيفه و ترفه و يگولون حتى الغسلنچ گامن ينحبن
يمه ارد اختصر ما اگدر و طاريچ من عنده ونساوين السلف خربن
يمه و داعتچ من فارگت ملگاچ
السما زغرت بروحي هووااي و النجمات ينحسبن
و حگ المادخل للريه من فرگاچ
وحگ الماتهنيت بحلم بعدچ
و حگ حسرة وداعچ والسهر و الآه
وحگ الماخلق اي نثيه من عندچ
و حگ المامتانيله خبر للموت
و حگ عمرج الماناطرني يكبر عمري و يسندچ
انا اشتاگيتلچ
شوگ الخيم للماي و انتي هناك
حالچ حال خيمة زينب انتي بهاي
هم واعدتي ماي
و قابليتي النار
هم عطشانه بعدچ زفتي تشوفين بس احنه الصرخنه عليچ يا ستار
بعدهه الوان طيفچ مزهره و تضوين
و صوتچ بلبل البستان منه يغار؟
والعباس انه اشتاگيت لعيونچ الكحليات يالشگره
ابيض وجهچ الينشاف روحچ ترفه بس سمره
يمه شعجب ما تحچين وانتي الطبعچ تحاچيني بالنظره
يمه شعجب عفتي ابنج بديرة ناس
طبع گلوبهم ما ترغب العِشره
يمه شگد صحتلچ يمه ما تحچين
مو گلتيلي احب هالكلمه من عندك؟
مو گلتيلي تعرف يمه بيش تفيد من تسمعهه من ولدك؟
مو گلتيلي من تختنگ حط راسك على التربه؟
اختنگت و شوگي الچ ما ينوصف بسنييين و حطيت الدمع و الگبرچ يشربه
يمه انه تعبت والله و بعدني صغير
يديرة روحي والله بغيبتچ غربه
اي والغربه ما يحملهه ياهو الچان صراع ويه النفس جرته اصبحت صعبه
يمه شگد نخيت و ناذر لملگاچ امدن جثتي للعباس و بدربه
يمه انه شفتهه الجمره سودة لون و النار التريد الجمره تاكلهه
بس يمه انتي بيضه و يضوي وجهچ چان ثريه و طاري عشگچ چان يشعلهه
اظن متوهمه نارچ و الحصل وياچ ما مقصود و المفروض نسأله
و لو تاخذني جنّة تلمني كون وياچ
لو امي ترد وياي اگللهه و اذا ما صارت و لا هاي اجت لا ذيچ
اروح و يمهه اعيش غروب وابقى مناطرك يالموت نجمة واهسي تهلهه
نبأ الخالدي